اللوريسات البطيئة أو هَيْجَع[8] هي مجموعة من عدة أنواع من الرئيسيات المنثنية المنخرين الليلية التي تشكل جنس Nycticebus. وجدت في الجنوب وجنوب شرق آسيا، يتراوح وجودها فيما بين بنغلاديش وشمال شرق الهند في الغرب حتى الفلبين في الشرق، وبين مقاطعة اليونان في الصين في الشمال إلى جزيرة جاوة في الجنوب. وبالرغم من أنه تم التعرف على عدد قليل من التصنيفات السابقة العديدة من أنواعها الشاملة، فهناك الآن ما لا يقل عن ثمانية تعتبر صحيحة وهم: اللورس البطيء صّندا «نيكتثيبيوس كوكانجو»، ولورس بينغال البطيء «نيكتثيبيوس بيغالينسيس»، ولورس بايجيم البطيء «نيكتثيبيوس بيجيميوس»، ولورس جوان البطيء «نيكتثيبيوس جافانوس»، ولورس جزيرة بورنيو «نيكتثيبيوس مينجنسس» (نيكتِثيبس مينجنسس، نيكتِثيبيوس بنكانوس، نيكتِثيبيوس بورنينوس، نيكتثيبيوس كايان). وفصائل المجموعة الأقرب تعتبر لورسايديات أخرى مثل: اللوريسيات الرفيعة، وبوتوس، وبوتوس الخادعة، والأنجونتيبو. كما أنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا باللورسايديات المتبقية (الأنواع المختلفة من الجالاجو)، فضلًا عن الليمور في مدغشقر. فتاريخها التطوري غير مؤكد حيث إن سِجلها الأحفوري غير مكتمل بعد، والنتائج التي قدمتها الساعة الجزيئية لا تزال غير متناسقة.
لدى اللوريسيات البطيئة رأس مستدير، وخطم ضيق، وعيون كبيرة، ومجموعة متنوعة من أنماط التلون المميزة التي تعتمد على الأنواع. فأذرعهم وأرجلهم متساوية تقريبًا في الطول، وجذعهم طويل مما يسمح لهم بالدوران والامتداد لفروع الأشجار القريبة. أما عن اليدين والقدمين، فلديهم العديد من الميزات الخاصة التي تمنحهم قبضة مثل الكماشة، وتمكنهم من التشبث بالفروع لفترات طويلة من الزمن. وللّوريسيات البطيئة لدغة سامة، وهيّ سمة نادرة بين الثدييات، وفريدة عند رئيسيات اللورسيدات. ويتم إنتاج هذا السُم عن طريق لعق غدة على ذراعهم، واختلاط إفرازاتها باللعاب لتنشيطه. فلدغتهم السامة تعتبر رادعًا للضواري؛ حيث تعرض فراءهم لهذا السُم خلال التنظيف الشخصي، كشكل من أشكال الحماية لأطفالهن الرضع. تتحرك اللورس ببطء وبشكل متعمد، صادرة ضجيج قليل أو لا تصدر أية صوت، لكن عندما تهدد بالخطر، تتوقف عن الحركة وتبقى ساكنة. فضواريهم المُوثقة منها- التي لا تمت للبشر بصلة- تشمل الثعابين، والصقور، والنسور، وإنسان الغاب، حتى القطط، وقطط الزباد، ودببة الشمس مُشتبه بهم. لا يعرف الكثير عن بنيتهم الإجتماعية، ولكن من المعروف أنهم يتواصلون عن طريق تمييز الرائحة. الذكور منها إقليمية للغاية. وتتكاثر اللوريسيات البطيئة ببطء، ويقف أطفالهم الرضع في البداية على الفروع، أو يحملهم أحد والدان. إنهم حيوانات آكلة للحوم، تتغذى على الحيوانات الصغيرة، والفاكهة، وصمغ الشجر، وغيرها من النباتات.
إن كافة أنواع اللوريس البطيء قد تم تحديدها قبل عام 2012 على أنها إما «ضعيفة» أو «مهددة بالإنقراض» على القائمة الحمراءIUCN. أما الأنواع الثلاثة الأحدث لا يزال يتعين تقييمها، ولكنها تنشأ من (وتتواصل في الخفض) صفوف مُعتقد أنها واحدة من الأنواع «الضعيفة». فمن المتوقع لكل أربعة من هؤلاء أن يُدرجوا في القائمة نفسها، إن لم تكن في وضع أكثر خطورة. كل اللوريسيات البطيئة تُهددها تجارة الحياة البرية، وفقدان الموائل. فعلى الرغم من أن مواطنهم سريعة الاختفاء وأصبحت مجزأة، جاعلًة التفريق بين أجزاء الغابات أمر مستحيل تقريبًا، فتجارة الحيوانات الأليفة الغريبة والطب التقليدي- الذي يعد طلب لا يمكن تحمله- من أعظم أسباب تراجعها. فالمعتقدات المُتأصلة عن القوى الخارقة للوريسيات البطيئة، مثل قدرتهم المزعومة لدرء الأرواح الشريرة أو لعلاج الجروح، جعلت استخدامهم في الطب التقليدي شائع. فعلى الرغم من وجود القوانين المحلية التي تحظر تجارة اللوريسيات البطيئة ومنتجاتها، فضلًا عن حماية التبادل التجاري الدولي بموجب الملحق الأول، تُباع اللوريسيات البطيئة علنًا في أسواق الحيوانات في جنوب شرق آسيا، وتُهرب إلى بلدان آخرى مثل اليابان. فقد ذاع صيتها بصفتها حيوانات أليفة في أشرطة الفيديو الفيروسية على اليوتيوب. تُقطع أسنان اللوريسيات البطيئة أو تُنزع لتجارة الحيوانات الأليفة، وغالبًا ما تموت من العدوى، أو فقدان الدم، أو سوء المناولة، أو سوء التغذية.