لبُدجَريقَة،[5] أو الطائر الطيّب،[6] أو الغَنُّوج[7] أو البجرجار[8] المعروفة لدى العامّة من العرب باسم طائر الحب أو عصفور الحب أو عاشق ومعشوق، ولدى عامّة الغرب باسم الدُرَّة المنزلية المألوفة ودُرَّة الترس(ملاحظة 1)، وأيضًا البادجي (بالإنكليزية: Budgie)، هي إحدى أنواع الببغاوات الصغيرة طويلة الذيل آكلة البذور، وهي المُمثل الوحيد لجنس الببغاوات الرخيمة (باللاتينية: Melopsittacus)، ولا توجد بحالة بريّة إلاّ في الأنحاء الأكثر قحطًا وجفافًا من إستراليا، حيث عاشت متحدية الجفاف والحياة الصعبة طيلة ما يقرب من خمسة ملايين سنة.[9] البريّ من هذه الطيور أخضر وأصفر اللون دائمًا، ويمتلك علامات سوداء صدفيّة الشكل على ظهره، وقفا العنق، والجناحين،[5] غير أن التزويج الانتقائي في الأسر أدّى إلى نشوء أفراد مستأنسة زرقاء، وبيضاء، وصفراء، ورمادية، وأخرى ذات أعراف. البُدجَريقَة من طيور الزينة المُحببة في جميع أنحاء العالم، ويعود ذلك لحجمها الصغير، وسعرها القليل، ومقدرتها على تقليد صوت البشر، وطبيعتها المرحة.
أكثر ما يُعرَف عن هذا الببغاء الصغير أنّه طائر أقفاص مُحبّ للعُزلة، ولكنّه في البريّة مُحبٌ للاجتماع، واسعُ التّنَقّل، كَثيرًا ما يَطُوف في أسراب ضَخمة، حُجومها تختلف باختِلاف مَؤُونة الطَّعام. ففي السنوات التي يكون خِلالها هُطُول الأمطار مُرتفعًا نسبيًا والطَّعام غزيرًا، تغدو البُدجَريقَة إحدى أكثر الببغاوات الإسترالية عَدَدًا.[5] االبُدجَريقَات تَمتاز بِرَشاقتها وسُرعة طيرانها، ونادرًا ما تُلازم أسرابها مَكانًا واحدًا مُدّة طَويلة. تُعشِّش أزواجها في مُستعمرات، وقد يُنتج الزوج عِدّة فَقَسات في الموسم.[5]
البدجريقات طيور شديدة الوثوق باللوريات وببغاوات التين،[10][11][12][13] وعلى الرغم من أنها تُسمّى باللغة الإنكليزية العاميّة، وبالأخص الأمريكية، «بَرَكيتات» (مُفردها: بَرَكِيت)، فإن هذا الاسم يُطلق من الناحية العلمية على عدّة أنواع من الببغاوات صغيرة الحجم ذات الذيول الطويلة والمُفلطحة. إن أصل اسم Budgerigar، المُعرّب إلى «بُدجَريقَة» غير معلوم على وجه اليقين، غير أن النوع سُجّل رسميًا ضمن قائمة الطيور العالمية لأوّل مرة في سنة 1805. تتزواج هذه الببغاوات عندما تكون الظروف البيئية المحيطة بها أو المعيشية، مؤاتية، سواء في الأسر أو في البرية، وهي أحادية الزوج، أي تكتفي بشريك واحد طيلة حياتها. وكما مُعظم الببغاوات، تشتهر البدجريقات بمقدرتها على تقليد الأصوات.
دُجّنت هذه الببغاوات أوّل مرة في أوروبا قُرابة سنة 1840، وبحلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر كانت قد أصبحت شائعة الوجود في متاجر الحيوانات الأليفة، وأخذ المُربون يعملون على تفريخها بكثرةٍ لتلبية الطلب المتزايد عليها، ولعلّها قد استحالت اليوم أكثر أنواع الببغاوات الأهليّة انتشارًا في العالم، ومن أكثرها تنوعًا من حيث الشكل والحجم واللون، والأكثر اختلافًا عن أنسبائها البريّة.